تلوث الهواء: مصادره وآثاره السلبية

تعتبر النفايات الصناعية المصادر الرئيسية للتلوث الجوي، ويمكن أن تكون في شكل غازات أو (جسيمات) دقائق متناهية الصغر للسوائل والأجسام الصلبة.

وتنتج مثل هذه النفايات أساسا عن إحراق الوقود المستخدم في تشغيل محركات المركبات وتدفئة البيوت، كما تنتج أيضا عن العمليات الصناعية واحتراق النفايات الصلبة. وتشمل الملوثات الطبيعية (الشوائب) كلاً من الغبار وحبيبات التربة.

إن النمو السريع في عدد السكان وفي المجال الصناعي، والزيادة في عدد محركات المركبات والطائرات جعل التلوث الجوي منذ خمسينيات القرن العشرين مشكلة متزايدة الخطورة في العديد من المدن الكبرى؛ فالهواء فوق هذه المدن غالبا ما يكون مشبعا بالملوثات المضرة بصحة الإ نسان. ويلحِق التلوث الجوي أيضا الضرر بالنبات والحيوان والأنسجة ومواد البناء والاقتصاد.

تزخر المدن التي يوجد بها كثير من أفران الفحم الحجري ومحطات الطاقة، بمعدلات مرتفعة من أكاسيد الكبريت . أما المدن التي تكثر فيها الصناعات فتكون مستويات المركبات العضوية فيها عالية أيضا. لكن عوادم السيارات في معظم المدن الغربية تتسبب في وجود أغلب أكاسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون الملوث للهواء.

وقد تساعد الظروف الجوية المعروفة بالانقلاب الحراري في تكون ا لملوثات فوق منطقة معينة . ويحدث الانقلاب الحراري عندما تستقر طبقة دافئة من الهواء فوق طبقة هواء باردة تقع بالقرب من سطح الأرض. وهذا الوضع يمنع ارتفاع وتناثر الملوثات مما يؤدي إلى تجمعها بالقرب من الأر ض . ويستمر الانقلاب الحراري حتى حدوث أمطار أو هواء يؤدي إلى تفرق طبقة الهواء الدافئة والساكنة، الأمر الذي يسمح بارتفاع الشوائب.

وسائل المواصلات

تمثِّل الطائرات والسيارات والسفن والقطارات وغيرها مصدرا رئيسيا لتلوث الهوا ء . وتحتوي بدورها على غاز أول أكسيد الكربون، والهيدروكربونات (مركبات الهيدروجين والكرب  ون) وأكاسيد النيتروجين (مركبات النيتروجين والأكسجي ن ). وتساعد أكاسيد النيتروجين الموجودة في الهواء على إنتاج نوع من الأكسجين يعرف بالأوزو ن . ويتفاعل الأوزون مع الهيدروكربونات مكونا شكلاً من أشكال تلوث الهواء يعرف بالضباب الدخاني.


احتراق الوقود

يزيد الوقود المحترق بغرض تدفئة المنازل وبنايات المكاتب والمصانع  بصورة حادة  من مستوى تلوث الهواء في المناطق الحضرية؛ فالأفران التي تعمل باحتراق الفحم، أو بزيت الوقود، تنتج أكاسيد  لنيتروجين والحبيبات وأكاسيد الكبريت (مركبات النيتروجين والأكسجين ). كما أن محطات إنتاج القدرة الكهربائية التي تستخدم نفس أنواع الوقود تنفث أيضا مواد ملوثة في الجو.


النفايات الصناعية

تساهم مثل هذه العمليات بصورة كبيرة في تلوث الهواء، إذ تنتج المصانع أنواعا مختلفة من المواد الملوثة . فمثلاً نجد أن المصانع المنتجة للألومنيوم تنفث غبار ا لفلوريد. كما تنفث مصافي النفط كلاً من الأمونيا والهيدروكربونات والأحماض العضوية وأكاسيد الكبريت في الجو.


احتراق النفايات الصلبة

وتخلق هذه أكثر أنواع تلوث الهواء وضوحا  الدخان الأسود الكثيف  ويعتبر حرق أوراق النبات والنفايات والسيارات الخردة والنفايات الصلبة الأخرى من المحظورات في بعض المناطق.


مصادر أخرى

تشمل المصادر الأخرى لتلوث الهواء رش الكيميائيات وحرائق الغابات وحرائق المنشآت . وينتج التلوث أيضا عن حرق الغابات والأعشاب، بهدف تنظيف الأرض وإعدادها للزراعة.


آثار تلوث الهواء
الصحة

عندما يتنفس الناس الهواء الملوث غالبا ما تبقى الشوائب داخل رئاتهم، الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم بعض أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والالتهاب الشعبي.

وقد أثبتت الاختبارات المعملية علاقة بعض المواد الملوثة بالإصابة بالسرطان والتهاب الرئة وانتفا خ الرئة . وتوفي في لندن عام 1952 م حوالي 4,000 شخص بسبب أمراض الجهاز التنفسي أثناء الضباب الدخاني القات ل . وتوفي أكثر من 600 شخص ما بين عامي 1953 و 1963 م في نيويورك نتيجة الانقلاب الحرار ي . وبحلول الثمانينيات من القرن العشرين أصبحت حوادث الضباب الدخاني القاتل نادرة، نتيجة لتطبيق معايير انبعاث متشددة ووسائل أفضل للمراقبة.

الزراعة

يسبب تلوث الهواء ضررا بليغا بالمحاصيل والثروة الحيوانية في الأقطار التي توجد بها صناعات ثقيلة وطرق مزدحم ة . فالنباتات لايمكن أن تنمو بجانب العديد من طرق هذه البلاد؛ لأن السيارات تنفث أدخنة تؤدي إلى موتها. وتلوث الهواء يمكن أن يضر بالفواكه والخضراوات ومحاصيل الحبوب.

الآثار الأخرى

يؤدي تلوث الهواء إلى التدهور السريع للفلزات والمواد الخرسانية والمطاط والحجر الجيري والسقوف وحتى الجوارب المصنوعة من النايلون. فمثلاً نجد أن المسطحات الفولاذية في مدينة ملوثة الأجواء قد تبلى أسرع بمقدار 30 مرة مقارنة بمنطقة ريفية تقل بها درجات تلوث الهواء.