مقدمة في أمراض الأسماك

قد تتعرض الأسماك لمسببات الأمراض إلا أن ذلك قد لا يعني بالضرورة أن تصاب بها نظرا لما تتمع به الأسماك من وسائل الحماية مثل الطبقة المخاطية والحراشف اللتان تغطيان الجلد فتقلل من فرصة حدوث الأصابة بأيٍ من المسببات.

كذلك المناعة الطبيعية التي تتميز بها الأسماك وما تبديه من مقاومة لمسببات الأمراض قد تحول دون حدوث المرض تماماً كما هو الحال في الحيوانات الأرضية . والأسماك لا تموت فجأة إلا إذا كان هناك سبب مباشر مثل وجود مواد سامة بالحوض ، أو الانخفاض الحاد لنسبة الأكسجين في الماء ، أو الارتفاع المفاجيء في درجة الحرارة إلى حد لا تتحمله الأسماك . أما في الظروف الطبيعية فإن موت الأسماك بسبب اصابتها بالأمراض لابد أن تسبقه أسباب تساعد على الإصابة ثم ظهور أعراض المرض مع عدم الإنتباه اليها ومن ثم تكون النتيجة النهائية موت الأسماك .

ولمعرفة ما إذا كانت الأسماك مريضة أم لا يجب على المربي أن يلاحظ سلوكها من حيث طريقة التغذية ، ومعدلات التنفس ومعدل سرعة السباحة والحركة ، وسلوك الأسماك تجاه بعضها البعض بالحوض لأن الأسماك قد تكون مصابة بمرض ما غير أن المربي لا يدرك ذلك بل يظن أنها طبيعية ، ولهذا فإن ملاحظة وجود أي شذوذ في سلوك الأسماك عن السلوك الطبيعي قد يكون دليلاً على إصابتها بمرض ما أو أن هناك اعتلال في البيئة أو التغذية .

الظواهر التالية تدل على أن الأسماك ليست في حالتها الطبيعية:

  •  سباحة الأسماك وزعانفها ليست مفتوحة.
  •  سباحة الأسماك ببطىء شديد وترنحها يميناً ويسارا.
  • زيادة معدل التنفس بشكل ملحوظ وذلك بأن تطفو الأسماك على السطح وتقوم بفتح وقفل الفم وغطاء الخياشيم بمعدلات سريعة ، كما تتجرع الماء السطحي الملامس للهواء لإحتوائه على الأكسجين .
  •  الحركة السريعة والمتقطعة والدائرية للأسماك داخل الحوض . وتعرف هذه الظاهرة بالبرق ، ومعناها أن الأسماك تقوم بسباحة مفاجئة وبسرعة عالية وبشكل هستيري من مكان إلى آخر .
  •  عدم محاولة الأسماك الهرب عند الاقتراب منها أو محاولة إثارتها .
  •  فقدان الأسماك لتوازنها .
  •  حك الأسماك لأجسامها على الأحجار أو الأجسام الصلبة الموجودة بالحوض ، أو على جوانب الحوض أ والشبكة بالقفص العائم .
  •  تغير ألوان الأسماك وخاصة أثناء النهار .

وتعتبر هذه الدلائل بمثابة مرحلة الإنذار المبكر لمربي الأسماك بأن حالة الأسماك بالحوض ليست طبيعية و انما تعاني ظروفاً بيئية سيئة أو مسببات مرضية قد تؤدي إلى إصابتها بالأمراض .

وتجدر الإشارة هنا إلى أن بعض التغيرات التي قد تحدث للأسماك ربما تكون تغيرات طبيعية تحدث في وقت ما أو لسبب ما وليست ناتجة عن إصابة الأسماك بالأمراض ، فمثلاً إذا اقترب موسم التزاوج لبعض الأسماك ، فإنها تصبح أكثر شراسة كما تتغير ألوانها بسرعة ، وذلك نتيجة لإفراز هرمونات جنسية معينة ، ولذا يجب التفريق بين التغيرات التي تحدث بسبب التزاوج مثلاً ، وتلك الناتجة عن وجود مسببات أمراض أو نذير بحدوث المرض .