الفوائد الصحية لزيت الزيتون

لقد التفت العلماء إلى أهمية زيت الزيتون الصحية والتغذوية من خلال الدراسات الوبائية التي أجريت على مناطق مختلفة من العالم، حيث لوحظ تدني نسب الإصابة بأمراض القلب والشرايين وأمراض السرطان بشكل واضح وملموس في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وتحديدًا في دول جنوب أوروبا المطلة على البحر المتوسط، مثل اليونان وإيطاليا وإسبانيا، مقارنة مع دول أوروبية أخرى يحصل سكانها على نسب من الدهون الغذائية في غذائهم اليومي متقاربة مع تلك التي يتنالها سكان حوض البحر.

 وعند البحث حول الأسباب الكامنة وراء ذلك تبين أن للعامل الغذائي دوراً هاماً في تدني نسب الأمراض المذكورة، ومن بين أهم العوامل الغذائية كان تناول زيت الزيتون باعتباره المصدر الأساسي للدهون في الوجبة اليومية، وهو أبرز ما يميز الوجبة الغذائية لسكان حوض البحرالأبيض المتوسط، هذا بالإضافة إلى تناولهم للخضار الورقية والبقوليات ذات المحتوى المرتفع من الألياف الغذائية.


زيت الزيتون وأمراض القلب الوعائية

أظهرت نتائج العديد من الدراسات قدرة زيت الزيتون على منع تكون الجلطات وتجمع الصفائح الدموية المسبب لانسداد الشرايين، مما يوفر حماية ضد الإصابة بالجلطات والسكتات القلبية.كما أبانت الدراسات قدرة زيت الزيتون على خفض والجليسيريدات الثلاثية، وفي الوقت نفسه الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار بل والعمل على رفعه أحياناً، مما يساعد على المحافظة على مستوى  لكوليسترول الجيد حماية القلب والشرايين من تراكم الكوليسترول الضار والتسبب في الجلطة، وكذلك حماية مرضى الجلطة من تكرار حصولها ثانية. وهذا ما يفسر تدني نسب الإصابة بأمراض القلب الوعائية في دول حوض البحر المتوسط. وقد عزا العلماء التأثير المخفض للكولستيرول إلى احتواء زيت الزيتون على كمية كبيرة من الأحماض الدهنية أحادية اللا إشباع، وأهمها حمض الأولييك، حيث تعمل هذه وهو  الأحماض على تقليل محتوى الدم من الكولسترول قليل الكثافة النوع المسؤول عن حصول الجلطة القلبية وانسداد الشرايين، وأظهرت دراسات أخرى أن زيت الزيتون يقلل من تأكسد الكولسترول قليل الكثافة، وهو ما يمنع حصول تصلب الشرايين الذي يبدأ من عملية التأكسد هذه.بالإضافة إلى ذلك، فقد وجد أن زيت الزيتون يقلل من محتوى الدم من العوامل المسببة للجلطة  والمسؤولة عن تنشيط هذه العملية.وقد عزت بعض الدراسات التأثير المضاد لأمراض القلب إلى محتوى زيت الزيتون من بعض المركبات الطبيعية الموجودة فيه، مثل البوليفينولات ومنها الأوليوروبين والهيدروكسيتيروسول ، والتي تعمل كمواد مخلبية تمنع تأكسد الكولسترول قليل الكثافة.


زيت الزيتون وأمراض السرطان

أشارت العديد من الدراسات إلى قدرة زيت الزيتون على التقليل من خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان، أهمها سرطان الثدي، والذي يسهم زيت الزيتون في خفضه بدرجة كبيرة، وسرطان الجلد والقولون والبروستات وبطانة الرحم.،وقد عزت الدراسات هذه النتائج إلى محتوى زيت الزيتون من حمض الأولييك ، ومحتواه من المركبات الطبيعية الفينولية والتي تعمل كموانع للتأكسد ومثبطات لعناصرالأكسجين الحرة التي يعتقد بدورها المنشط في عملية التسرطن. وتعزو بعض الدراسات التأثير المانع للسرطان إلى وجود كميات كبيرة من مركبات السكوالين والتي تقوم بدور مهم في منع السرطان من خلال تثبيط إنزيم الذي يتوسط في عملية التسرطن. زيت الزيتون وارتفاع ضغط الدم: أشارت نتائج العديد من الدراسات إلى أن تناول زيت الزيتون بشكل منتظم يسهم في خفض ضغط الدم، ومن ثم فهو يسهم في الحفاظ على صحة القلب ، حيث أظهرت الدراسات قدرة زيت الزيتون على خفض ضغط الدم بمقدار 8 ملمتر زئبقي (للانقباضي والانبساطي)،وأظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على الجرذان أن زيت الزيتون يعمل على ارتخاء عضلات الشريان الأر المسؤول عن ضخ الدم من القلب إلى مختلف أنحاء الجسم، مما يقلل من ضغط الدم الناتج.


زيت الزيتون ومرض السكري

يسهم زيت الزيتون في المحافظة على صحة مرضى السكري وفي حمايتهم من مضاعفات هذا المرض والاضطرابات الناتجة عنه، فقد أشارت الأبحاث إلى قدرة زيت الزيتون على تحسين مستوى سكرالدم من خلال التقليل من مقاومة الإنسولين في الخلايا، ومنع اضطرابات الدهون في الدم والتي تترافق غالبا مع ارتفاع سكر الدم، حيث يساعد زيت الزيتون على خفض الكوليسترول الضار والجليسيريدات الثلاثية وتحسين مستوى الكوليسترول الجيد، وأخيرًا من خلال التقليل من ارتفاع ضغط الدم. لقد أظهرت العديد من الدراسات إلى أن الوجبة الغذائية الغنية بزيت الزيتون والقليلة بالدهون المشبعة، وذات محتوى متوسط من الكربوهيدرات المعقدة الموجودة في الأغذية النشوية، وتناول كميات عالية من الألياف الغذائية الذائبة من خلال الفواكه والخضاروات، تسهم في الحفاظ على صحة مرضى السكري.


زيت الزيتون والجهاز المناعي

أبانت نتائج العديد من الدراسات فاعلية زيت الزيتون، من خلال محتواه من الأحماض الدهنية، في التوسط في التفاعلات المناعية وتنظيمها ومن ثم المساعدة في علاج بعض الأمراض المناعية، ومن الأمثلة على ذلك مرض التهاب المفاصل الروماتيزمي المزمن، حيث وجد أن زيت الزيتون يسهم في التخفيف من أعراضه لدى المصابين به، ويساعد على منع حصوله بشكل واضح وملموس لدى الأفراد المعتادين على تناول زيت الزيتون.


زيت الزيتون والجهاز الهضمي

يسهم زيت الزيتون في التقليل من الإصابة بالقرحة المعدية الناتجة عن كما أنه يتميز بسرعة الإصابة ببكتيريا الهيليكوباكتر بايلوري هضمه وامتصاصه، ويقلل من فرصة الإصابة بحصى المرارة، ويساعد على التخفيف من حدة الإمساك بسبب تأثيره الملين على الجهاز الهضمي.


زيت الزتون ومرض هشاشة العظام

يساعد زيت الزيتون على ترسيب الكالسيوم في العظام، ومن ثم فهو يشكل عامل وقاية ضد خطر الإصابة هشاشة ولين العظام، ويعزى هذا الأثر إلى احتواء زيت الزيتون على مركيبات شبيهة بالإستروجين ، وهو الهرمون الذي يرتبط نقصه عند النساء في مرحلة سن اليأس وانقطاع الطمث بحصول هشاشة العظام.


زيت الزيتون وصحة الجلد

نظرا لمحتوى الزيت المرتفع من مانعات لتأكسد، وأهمها فيتمين ه والبوليفينولات، فهو يسهم بشكل فعال في منع تأكسد الخلايا وحماية الجلد من الإصابة بالسرطان، حيث أشارت العديد من الدراسات إلى فاعلية زيت الزيتون في منع حصول السرطان الناتج عن التعرض الشديد للأشعة فوق البنفسجية، وهذا يذكرنا بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: " كلوا الزيت وادهنوا به".

وختاماً، فإن الفوائد الصحية والغذائية التي يتميز بها زيت الزيتون تدفعنا إلى المزيد من الاهتمام في تناول هذا الزيت واستعماله كي نتمكن من جني فوائده ومنافعه، مسترشدين في ذلك بما توصل إليه العلم الحديث حول أهمية هذا الزيت، ومهتدين بوحي كتاب الله وهدي محمد صلى الله عليه وسلم، الذين هديانا إلى استعمال هذا الزيت والاهتمام به قبل أربعة عشر قرناً من الزمن.