قطاع الزيتون في تونس

يمثل قطاع الزيتون أهميّة اقتصادية واجتماعية كبيرة في تونس. وتمتاز شجرة الزيتون المباركة بموروث جيني أكسبها قدرة كبيرة على التأقلم لتتواجد تحت ظروف مناخية متباينة. فامتدت غراسات الزيتون من الشمال إلى الجنوب تحت مناخ متوسطي معتدل في الشمال، جاف في الوسط وصحراوي في الجنوب.

وتعتمد معظم الغراسات النمط المطري نظرا لمحدودية مياه الري، تختلف الكثافة حسب كميات الأمطار حيث تتراوح من 100 شجرة في الهكتار شمالا إلى 17 شجرة في الهكتار جنوبا لمعدل امطار اقل من 200 مم.

تتواجد شجرة الزيتون في المناطق الجافة وشبه الجافة تحت ظروف مناخية صعبة بمحدودية مياه الأمطار وفقر التربة. فهي لا تتلقى أي تسميد عضوي أو معدني إلا في حالات قليلة إضافة إلى ندرة المياه. وهو ما حدّ من المردود يّة وجعل ديمومة هذا القطاع تواجه مخاطر عدة. في حين أثبتت العديد من الأبحاث العلمية بأن التسميد وخاصة البوتاسي له تأثيرات ايجابية على نمو الشجرة وتحملها للشد المائي وعلى كمية وجودة الغلال. ويعود ذلك لأهميّة الدور الذي يلعبه البوتاسيوم في حياة كل شجرة. ولهذا فإن وضع برنامج تسميد مناسب كمّا وكيفا للزيتون في الظروف المطرية يصبح أمرا ضروريّا لتحسين إنتاج يّته. ويكون تقديم الأسمدة عادة بالنثر على الأرض والحراثة وهي الطريقة الكلاسيكية المعمول بها في تونس.لكن هذه الطريقة يمكن أن تكون محدودة الفاعلية خاصة في غياب الماء. وهذا ما يجعل اعتماد طريقة التسميد الورقي حلا مناسبا لتسهيل امتصاص المواد المعدنية وتوزيعها على مختلف أعضاء الشجرة حسب احتياجاتها.