من مدرسة زراعية إلى كلية جامعية

كلية الشوبك الجامعية حاضنة للعلوم الزراعية

إلى حيث تحن الذاكرة و يبقى الوطن , لا شيء يعبر عن مسيرة وطننا بقدر مسيرة العلم فيه , حيث تأخذك هذه المسيرة إلى الجنوب حيث يقف التاريخ حارساً على مسيرة تتواصل , و تأخذك تفاصيل الوجوه إلى نحت وردي يشبه جوار الشوبك حيث البتراء , فالقلوب وردية و التعابير هي تلك التعابير التي تشبه كل أصالة و جمال في وطننا .


و صلنا إلى الشوبك بعد مسافة إمتدت إلى ما يزيد على 212 كم و كان مبتدأنا هو السلط حيث الجامعة الأم لكلية الشوبك الجامعية , لنقرأ في أوراق كلية الشوبك الجامعية التي تحكي أوراقها عن رؤية الهاشميين التي حملت 1699 م بدأ التدريس في / إنسان هذا الوطن باكراً إلى القراءة في تفاصيل الأرض , فمع مطلع العام الدراسي 1691 حرم " مدرسة الشوبك الزراعية " إيذاناً ببدء الدراسة فيها كمدرسة وحيدة للتعليم الزراعي في محافظة معان , و  ابتدأت انذاك بسبعة و خمسين طالباً من الصف الأول ثانوي لتقدم رسالتها التي وجدت لأجلها و يصل عدد طلبتها إلى) 291 ( طالباً خلال منتصف السبعينات في صفوفها الثلاثة و التي تعنى بالعلوم الزراعية , حيث بدأت الرؤية التي دشنها الملك الباني الحسين بن طلال – طيب الله ثراه – تؤتي ثمارها .


و تشير أوراق مدرسة الشوبك إلى أن عدد الطلبة الذين درسوا فيها حتى عام 1611 م هو : ) 4123 ( و بمجموع : ) 1139 ( طالباً تخرجوا منها و ما يلفت النظر في منهج المدرسة الزراعية هو أنها وضعت ضمن أولوياتها اكساب الطلاب العادات السلوكية الصحيحة المتصلة بممارسة مهنة الزراعة أضافةً لدورها في رفع مستوى الأداء الزراعي و نشر الأساليب و الوسائل الزراعية الحديثة في المناطق المحطة بها و الكلام في التعليم العالي اليوم يهدف إلى زيادة الصهر بين أبناء الوطن من مختلف المحافظات و قد سارت مدرسة الشوبك الزراعية على هذا النهج باكراً حيث بلغ عدد الطلبة فيها من محافظة إربد ما مجموعه ) 99 ( طالباً ليكون الأكبر بين محافظات المملكة يليه ) 43 ( طالباً من معان و ) 26 ( طالباً من الزرقاء و طالبين من سلطنة عُمان وذلك حسب أحصائية الطلبة فيها لعام 1611 م .


و نظراً لهذا التطور الكبير فقد تقرر أن تتحول المدرسة الزراعية عام 1631 م إلى معهد سمي بمعهد " إعداد المعلمين الزراعيين " إرتبطت إدراة المدرسة به و أصبحت المؤسستان تعملان جنباً إلى جنب , فالأرض واحدة و الموقع و احد والمبنى المتعدد واحد و الكادر نفسه ليتكامل التوجه بتوطين العلوم الزراعية حيث أصبح المعهد يقبل حملة شهادة الدراسة الثانوية الزراعية بمدة دراسة في المعهد تمتد لسنتان و قد بلغ عدد طلبة المعهد في عامه الأول : 32 ( طالباً و ضمن برامج ثلاث هي : برنامج المهن التعليمية و الذي شمل تخصصات التربية الابتدائية و اللغة ( العربية و الانجليزية و التربية الاسلامية و الرياضيات وشمل برنامج المهن الزراعية تخصصي الانتاج النباتي و الانتاج الحيواني و ضم برنامج المهن التجارية تخصص المحاسبة على أن يتقدم الطلبة من مختلف البرامج إلى الإمتحان العام لكليات المجتمع و الذي كانت تعقده وزارة التعليم العالي سنوياً .


و أولت هذه الحاضنة للعلوم الزراعية أولويةً للمجال التطبيقي , و الذي تمتاز به الشوبك حيث المساحة الخضراء فلا زال للكلية مزرعتها التي وجدت للتطبيق العملي أما عن مرافق الكلية فقد احتوت على سكن لطلبة المدرسة يستع لحوالي ) 222 ( طالب في حين يتسع طلبة سكن طلبة الكلية لحوالي ) 122 ( طالب و سكن للطالبات و العائلات و أخر للعمال العاملين في مزرعة الكلية و مطعمها , و حوت مكتبتها على عشرة الأف كتاب و مجلد باللغتين العربية و الانجليزية في جميع التخصصات المعرفية تواظب على العمل لعشرة ساعات عمل يومياً عدا العطل الرسمية و متابعة الحديث عن مرافق الكلية يجعل منها نموذجية بطرازِ كبير حيث فيها صالة للطعام و قاعة للوسائل التعليمية و خمسة مختبرات و مغسلة تقدم خدماتها للطبة و الموظفين و صالة رياضية و مسجد . و نظراً لارتباط المدرسة بالمعهد فقد تولى إدراة هذه المؤسسة عدد من المدراء و العمداء كان أولهم المهندس 1691 م و ممن تولى إدارتها المهندس /26/ الزراعي عبدالله فضة و الذي تولى إدارتها منذ التأسيس ولغاية 42 الزراعي عبداللطيف عربيات في تشرين الثاني لعام 1691 م و تبعه المهندس الزراعي ذيب المجالي و الذي بقى 1691 م إضافةً لغيرهم ممن بذلوا و قدموا لهأ.


أما عن نشاطات الكلية و مدرستها فقد تميزت بالشمول و التنوع حيث تشكل عدة لجان مطلع كل عام دراسي تتولى نشر الوعي الثقافي و الاجتماعي و الصحي و الارشادي و الكشفي و من هذه الأنشطة : المعرض السنوي و البازار الخيري و البطولة الرياضية السنوية التي تستضيف فيها الكلية فرق أندية الجنوب للدرجة الثانية اضافة لعقد ندوات و محاضرات و اقامة حفلات سمر و غيرها من الأنشطة .


أما على صعيد مجتمعها المحلي الذي بدوره يعتمد على الزراعة في كثير من مصادر حياته فلا زالت الكلية منذ تأسيسها تقوم بجولات إرشادية تقدم ما لديها من خبرة فنية و رؤية أكاديمية و اليوم فان كلية الشوبك الجامعية تقف إلى جانب شقيقاتها من كليات جامعة البلقاء التطبيقية و تشكل معلماً أكاديمياً بارزاً و ذلك بحسب عميدها الدكتور محمد سند أبو درويش و الذي أشار إلى ما تنفرد به الكلية من تخصصات نوعية منها الطاقة المتجددة و البيئة و المحميات الطبيعية و غيرها من التخصصات في علوم مختلفة .


حيث تعمل كلية الشوبك الجامعية اليوم على دراسة النباتات الإثنية ) الشعبية ( المستخدمة في الطب الشعبي و التي يمتاز بها الأردن و الشوبك خصوصاً , حيث تجري الكلية دراسات على الأثر الكيميائي و الدوائي لنباتات : العرعر , الشيح , الميرمية , الزعتر ,و الشيح و البعثران و غيرها من النباتات الوطنية ذات الدلالة في الذاكرة الشعبية الطبية لتضطلع الكلية بمشروع تكثير أشجار " العرعر " و المهدد بالانقراض كنتيجة للرعي الجائر و التحطيب و شح المياه , و من أبرز الأبحاث و الدراسات التي قدمها أعضاء الهيئة التدريسية في الكلية هو إستخدام النباتات الطبية كمؤشرات لقياس التلوث البيئي , و استخدامات النباتات الطبية كاضافات علفية لتربية الدواجن , أضافةً لدراسة استخدام العديد النباتات التي تنمو في الشوبك كبديل للمضادات الحيوية و مدعمات للمناعة و ذلك بفضل ما منحته الجامعة من مساحةً و اسعة لموضوع البحث العلمي حيث تتجه النية لتأسيس مركز متخصص في علوم و أبحاث النباتات العطرية بالتعاون مع مراكز علمية عالمية مستفيدةً من التنوع الحيوي في وطننا لتكون بادئة في علوم النباتات الطبية و الذي يأتي كنتيجة لما استطاعت الكلية من تحقيقه عبر تراكمية العلوم الزراعية في مسيرتها عبر تسعة و أربعين عاماً .


و في بيان دورها اليوم يقول رئيس جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور نبيل الشواقفة بأن الجامعة تولي كلية الشوبك أهمية نظراً لخصوصية دورها و المتكامل مع شقيتها كلية الزراعة التكنولوجية في مركز الجامعة بالسلط حيث 2223 بإستقطاب عدد أكبر من الطلبة الدارسين في الكلية - استطاعت الكلية واعتباراً من العام الجامعي 2229 لمستوى الشهادة الجامعية المتوسطةو البكالوريس وذلك من خلال الترويج للكلية و برامجها في مدارس المناطق المحيطة بها وللتعريف ببرامجها التي وضعت وفقاً لحاجات سوق العمل في المحافظات الجنوبية من المملكة .