التزهير، التلقيح، وعقد الثمار في أشجار الزيتون

تزهر اشجار الزيتون خلال فترة الربيع وبشكل عام غالباً ما تكون هذه الفتره (من النصف الثاني من آذار و حتى نهاية حزيران) اعتمادا على الصنف و الظروف المناخيه، و بشكل عام يحدث التزهير بعد حوالي 8 اسابيع من ظهور أول دليل على تكون الأزهار ، و تتكون الأزهار عادة في نورات زهرية تنشا من اباط الاوراق المتقابلة على نموات عمرها سنة واحدة ، و بالرغم من ان الاوراق تعمر لاكثر من سنة واحدة فان عناقيد الأزهار لا تنشا من ابط ورقة احتوت على عنقود زهري في السنة الماضية.

ان تحفيز تكون الأزهار يتسبب بواسطة البرودة التي يجب ان تتعرض لها أشجار الزيتون خلال فصلي الخريف و الشتاء السابقين ، اذ وجد ان اثمار اشجار الزيتون لا يكون جيدا ما لم تتعرض النباتات لدرجات حرارة تقل عن 10 درجات مئوية لمدة تختلف باختلاف الاصناف ، كما وجد بعض الباحثين ان النسبة بين الأزهار المذكرة و المؤنثة له علاقة مباشرة و متناسبة مع كمية البرودة المتوفرة خلال الشتاء و لكن نمو البراعم الخضرية لا يتاثر بذلك .

أود التنويه ان الأزهار في الزيتون على نوعين ذكرية Male Flower و تامة Perfect و تختلف نسبة كل منهما إلى الأخرى باختلاف الصنف و العوامل البيئية و الحالة التغذويةللاشجار و عادة تنشا الأزهار الذكرية نتيجة اختزال أو فشل المدقة في التطور ، ولا يزال سبب اختزال المبيض في الأزهار المذكرة مجهولا و ربما كان السبب غذائيا أو متعلقا بالهرمونات ، و عادة لا يؤثر ارتفاع نسبة المبايض المجهضة في الشجرة على كمية الثمار العاقدة و ذلك بسبب الاعداد الهائلة من الأزهار التي تنتجها الأشجار سنويا ، الا اذا كان اختزال أو اجهاض المبايض ناشئا عن الظروف البيئية غير المناسبة.

يتالف العنقود الزهري في الزيتون ( نورة عنقودية مركبة ) من 8 - 25 زهرة تخرج من اباط الاوراق المتقابلة على نموات عمرها سنة واحدة ، و تتكون الزهرة الكاملة ( الخنثى ) من كاس يتكون من 4 اوراق كاسية ملتحمة و تويج انبوبي الشكل ناتج عن التحام الاوراق التويجية الاربعة و يوجد في اعلاه اربعة اسنان تدل على عدد البتلات ، إلى الداخل منها توجد سداتين ( عضو التذكير ) و يحتل المركز مبيض لونه ابيض رصاصي يعلوه قلم قصير و سميك ينتهي بميسم عريض ، في حين تتكون الزهرة المذكرة من المحيطات الثلاثة الاولى و يختزل فيها المبيض ، و المبيض يتكون من حجرتين في كل منها يوجد بويضتين و تتلقح و تنمو بويضة واحدة لتكون الجنين فيما تختفي البويضات الثلاثة الأخرى .

  تتميز زهرة الزيتون بتكونها و لها رائحة خاصة و تتميز الأزهار بكون حبوب لقاحها تنضج و تنشق المتوك فيها قبل تفتح الأزهار في حين لا تنضج المياسم الا بعد تفتح الأزهار ، أي ان اعضاء التذكير في الزيتون تنضج قبل اعضاء التانيثProtandrous .

 تكون حبوب لقاح الزيتون صغيرة و جافة و تنتج باعداد هائلة مما يشجع التلقيح بالرياح رغم انه يحدث في بعض الحالات تلقيح بواسطة النحل.

التلقيح في الزيتون لا يكون ذاتيا في الغالب فان حدوث التلقيح الخلطي يزيد من كمية الحاصل، و لان وجود اكثر من صنف و حدوث التلقيح الخلطي يزيد من كمية الحاصل ينصح بزراعة اكثر من صنف واحد في البستان على ان تكون خطوط الزراعة بصورة متبادلة ضمانا للحصول على تلقيح فعال و بالتالي على حاصل اقتصادي.

فتاكيداً على أن بعض من أصناف الزيتون ذات تلقيح خلطي هذا ما امكنني من تفسيره لظاهرة تكون حبيبات من ثمار الزيتون صغيره جداًو من دون وجود بذره، وهنالك ابحاث تفسر ان هذه الظاهره ناتج من اختلال فسيولوجي.

وبكل تأكيد هنالك من لديه رائي علمي لتفسير ذلك، متمنياً مشاركتنا به.